تتطور علاقة الأب بابنه بمرور الوقت، فكلما شب الابن وأثبت وجوده في الحياة العلمية والعملية، اختلفت طبيعة علاقته بأبيه، إما سلبا أو إيجابا. حينما يصير الابن رجلا ويقتحم الحياة العملية ويصبح قادرا على كسب العيش والاستقلال بحياته، يمكنه حينها الوقوف مع والده على قدم من المساواة ولا يعود يتحكم في علاقتهما سوى قواعد الأدب واللياقة. يدب فتور المشاعر أحيانا في أنفس بعض الآباء بانشغال الأبناء في حياتهم الخاصة، وبوجه خاص إذا ما تغيب الأبناء عن المشاركة في المناسبات الأسرية وتقاعسوا عن تقديم يد المساعدة إذا ما طلبت منهم بهدف التركيز في شئونهم الشخصية. يزداد التباعد عندما يستقل الابن بحياته بعيدا عن الأسرة وأعبائها، ووقتها تصبح العلاقة أكثر تعقيدا!
لم يجد المحللون النفسيون أو الأدباء أو المفكرون تفسيرا لعلاقة الأب بابنه، وإن كانوا قد تناولونها بالبحث بشتى الصور، لكن الجديد والمثير للاهتمام في الأمر هو أن الفلكيين أنفسهم قد تطرقوا لهذه العلاقة و تناولوها بالبحث ووجدوا لطبيعتها بعض التفسيرات التي نستعرضها سويا، ولعلها تكون الأقرب لحقيقة العلاقة.
أب الحمل
هو رجل بما تحمل الكلمة من معان، يقدس الاعتماد على الذات وخير من يقدم العون للآخرين، ولا يقبل إلا أن يكون ابنه صورة منه، ولعل هذا هو سبب توتر العلاقة بينهما!
يجتهد أب الحمل في دفع ابنه للاعتماد على النفس ونبذ الكسل والخنوع، ولعصبيته وضيق صدره أحيانا، تسوء العلاقة. والحل الأمثل لهذه المشكلة هو التكيف مع طبيعة الابن ومنحه الفرصة لكي يتصرف على حسب هواه ويراقبه عن بعد ولا يتدخل إلا عندما يشعر بضرورة ذلك.
أب الثور
يتفاخر أب الثور دائما بكونه عائل الأسرة، ودائما ما يطلب العرفان والتقدير من الأبناء. لا يقبل أب الثور من الأبناء إلا الطاعة والانصياع دون اقتناع، ما يسفر عن خلافات وأزمات أسرية لا تنقشع إلا بالتفاهم والمناقشة.
أب الجوزاء
قد يقيس أب الجوزاء مدى نجاح الابن بمفاهيمه الشخصية دون إدراك لطبيعة الابن وتوجهاته الحياتية، وتتفاقم هذه المشكلة مع الأبناء المنطوين ممن يفقدون القدرة على التعبير عما يجول في نفوسهم. الحل الأمثل هو رقة القول واللين في التعامل ومنح الابن الثقة كي يتحدث ويبدأ نقاشا فعالا بين الطرفين.
أب السرطان
يحيط أب السرطان أبناءه بقدر من الود والاهتمام يفوق ما يقدمه غيره من الآباء، خاصة الذكور منهم، وما قد يؤثر على علاقة الابن بأقرانه من البالغين. يكمن علاج هذه المشكلة في التعقل في منح الأبناء اهتمامه كي لا يتحول الحب إلى استحواذ.
أب الأسد
دائما ما يتواجد أب الأسد في حياة الابن في صورة أقرب إلى المثالية، فهو مصدر الأمان والحل الأمثل لجميع المشكلات. بالطبع تنعكس طريقة التعامل هذه على تصرفات الابن في المستقبل، ما ينمي عنده التواكل والاعتماد على الآخرين لحل مشكلاته، والحل الأمثل لذلك هو دفع الابن لمواجهة الحياة بصعوباتها وتقديم المساعدة إذا ما واجه الابن مشكلة تهدد أمن حياته.
أب العذراء
لا يجد أب العذراء راحة في التعبير عن قلقه حيال مستقبل الابن، وإن كان الدخول معه في حوارات بناءة الأقرب إلى نفسه. بما أن الاستماع مرتبط بالتحدث، على الأب انتقاء الألفاظ الأشد وقعا وأقوى تأثيرا على الابن كي ينشأ مناخا من التواصل يستطيع الأب من خلاله التعليق على تصرفات الابن وتوجيه النصح كلما لزم الأمر.
أب الميزان
يتقن أب الميزان تعليم الابن فنون الدبلوماسية في القول والتصرف، وكذلك كيفية تقييم الجمال والإبداع. يتحول الابن والأب تدريجيا إلى أصدقاء حتى يصعب على الأب أحيانا توجيه اللوم أو الانتقاد. يجب على الأب حينها وضع قيود تحكم العلاقة وتحفظ له مكانته كرقيب له الحق في التوجيه.
أب العقرب
لا يحسن أب العقرب التحكم في انفعالات تجاه الابن، فمع حبه الشديد للابن الذي يأخذ شكل الاستحواذ أحيانا، لا يسيطر الأب على غضبه عند مواجهة الابن بأخطائه وسلوكياته غير المحببة، وهنا تكمن المشكلة. لا علاج لهذه المشكلة سوى التروي والهدوء في مواجهة الابن كي لا يدب النفور في نفسه ويدفعه العناد لمواصلة سلوكه السلبي.
أب الجوزاء
رغم أن أب الجوزاء هو الصديق الأقرب لابنه من جميع المحيطين والمقربين، ورغم أنه الأقدر دائما على كسب ثقته، قد يميل الابن إلى التمرد على القالب الذي يضعه الأب فيه بدلا من أن يبادله مشاعر الحنو والود.
أب الجدي
يجيد أب الجدي نقل خبراته الحياتية للابن وإرشاده إلى المعيار الأنسب لتقييم الأمور. ونظرا لهذا الاستغراق في الجدية والعملية، يشعر الابن أحيانا ببعض الفتور العاطفي تجاه الأب، ما يعكر صفو العلاقة ويهدد استقرارها.
أب الدلو
مع تعدد ارتباطات أب الدلو وصداقاته وكثرة اهتماماته اليومية، يشعر الابن بالاغتراب وعدم التواجد في السجل اليومي لانشغالات والده، وحل هذه المشكلة إشعار الابن بأنه أحد أبرز أولويات الأب وأن سعادته