لقاء مع الحب

لقاء مع الحب

ذات ليلة حالكة السواد وأنا مستلقٍ على فراشي أصارع النوم والأرق يعتريني
و أفكاري تلاحقني ذات اليمين وذات الشمال ..
تفاجأت بقرع أحد ما على نافذتي المطلة على النسيم الشمالي .. تملكني الخوف من هذا الطارق
وأنا في عنفوان رعبي أجبت عليه من الطارق ؟
أجابني بتلعثم وقال :الا تعرفني
عندها أيقنت بأن هذا الطارق يعرفني جيداً فـ أنفرجت أساريري وفتحت له الـ نافذة
فإذا به كائن لا أخال له في الـ كائنات شبيهاً والتعب ووعثاء السفر وكآبة المنظر تعتريه
فـ تملكني الرعب و الـ خوف مرة أخرى
فـ همس بصوت منخفض جداً : لا تخف يا صديقى فأنا لست بـ مجرم أو سارق
فـ سألته وأنا متلعثم : من أنت ؟ .. من أي عالم جئت ؟ .. ومن أي رحم خرجت ؟
فـ أجاب : هويتي مفقودة فلم أعد أعرف هل أنا هو أنا فعلاً أم أنا لست أنا
أنا لست بكائن وإنما أنا شعور يشعر بالحرقة والألم
يا قلم انا اعرفك واقرأ نزيف حبرك أنا مايطلق عليه البشر مسمى ( الحب ) .. فهل عرفتني ؟
أجبته والخوف بدأ يزول رويداً رويدأ : نعم عرفتك ..
ولكن لماذا دخلت مثل اللص مع نافذتي
فأجاب : لا أريد أن يراني أي إنسان وأنا أدخل إليك
فأجبته : وماذا تريد مني أنا أيها الحب ؟
عندها أذهلني عندما بدأ يجهش بالبكاء ويقول : أريد أن أناجيك فأنا مجروح
قلت له : أيها الحب ناجني و تكلم و أزح مايثقل كاهلك أيها العزيز فـ كلي آذان صاغية
فبدأ يتحدث والعبرة تخنقه : أيها الإنسان من أي جهة خرجت .. شرقت أو غربت .. أتيت من الشمال
أو الجنوب .. أو حتى خرجت من تحت الأرض تبقى إنساناً .. تبقى منبع الكره في قلبي ..
ومثار حقد في نفسي .. أكرهك أيها البشري بكل ما أوتيت من عدوانية .
فقاطعته : مهلاً أيها الحب مابك تكن العداء للإنسان ؟
فرد مسرعاً والحقد يتطاير شرراً من عينيه : تسألني عن سبب حقدي وكرهي للإنسان
.. عجبي منكم .. لقد فقدت هويتي التي كنت أفخر بها قديماً مع بني البشر
ولكن بسبب الجنس البشري الحالي أصبحت بلا هوية .. أتفهم يا قلم لماذا أحقد عليكم ؟

فسألته : وكيف أصبحت بلا هوية وكل قلب بشري ينعم بوجودك داخله ؟
فأجاب مستاءً : وهل تعتقد بأن كل قلب ينعم بوجودي داخله ؟ .. يخيل لك بأني كذلك ..
يا قلم لم أعد في قلوب البشر كما كنت .. أصبحت لعبة لـ بني البشر ..
لقد ظلموني كثيراً عندما وضعوني في واجهة علاقاتهم بين بعضهم البعض وأنا منهم براء
فهذا يخدع تلك .. وتلك تتسلى بذاك .. وكل ذلك يحدث عن طريقي .
فأجد المحصلة لهذه العلاقة التي كنت فارسها إما قلبه أو قلبها يحترق ويعتصر ألماً
وبعدها أنال ما أناله من أحدهما من لعن وقذف ..
وأنا لم أذنب ولـ كن بني البشر هم المذنبون
فجأة ساد الأجواء هدوء موحش ما عدى من نسمات الهواء الشمالي
عندها كسرت حاجز الصمت وسألته : ماذا تريدني أن أفعل أيها الحب كي أريحك فـ تترتاح ؟ فقال :
وماذا يمكنك أن تفعل يا صديقي قلم؟
هل ستقول لهم على لساني .. أيها الحمقى دعوني وشأني ؟
فقلت : ولم لا ؟ .. فضحك ضحكةً صدا صوته هز ارجاء المنزل:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ............ ولكن لا حياة لمن تنادي
بعدها هم بالنهوض من متكإه مغادراً المكان
فسألته : إلى أين ستذهب وأنت مجهد والتعب يعتريك ؟
فقال وهو متبسم : سأذهب فـ بنو البشر بإنتظاري
فقلت : هل سأراك مرة أخرى ياصديقي العزيز
فقال : انا بداخلك وبداخل كل انسان ولكن لا ظلم باسمى مثل ما يفعلوا بى
وخرج مسرعاً وعبرة الوداع والشوق لـ اللقاء على محياه
ليلة عصيبة عشتها والحب يناجيني
هل صديقي العزيز ( الحب ) محق فيما يقول يا آل الحب ؟!

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااه
بجد مش قادرة اوصف احساسى
وقت قراءتى الموضوع شعرت جد بكل كلمه وكانه يكلمنى انا
فعلا الحب مظلوم لان ف هذا الزمن
اصبح الكل يتلاعب باسم الحب
لكى يرضى غروره او للتسليه او لمصلحه
والحب هو المظلوم وعندما تكتشف الحقيقه
لا يلعن غير الحب الطاهر
الذى لا ذنب له فى شئ
زمان كان زمن الحب من القلب دون رياء
ولكن الان كلمه الحب اصبحت رخيصه وسهله عن كتير
ممن لا يعلمون عن الضمير ولا المشاعر الصادقه ولاحاسيس شئ
خالص شكرى لموضوعك الاكثر من رائع